إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء وانكشف الغطاء وانقطع الرجاء ، وضاقت الأرض ومنعت السماء وأنت المستعان وإليك المشتكى وعليك المعول في الشدة والرخاء ، اللهم صل على محمد وآل محمد أولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم ، وعرفتنا بذلك منزلتهم ، ففرج عنا بحقهم فرجاً عاجلاً قريباً كلمح البصر أو هو أقرب.

وجهتا نظر!!


ذات هوىً ...
أحبته عندما رأت فيه ما عجز عن رؤيته في نفسه
وأبغضته بعدما رأته بالصورة التي يرى فيها نفسه



طواحين الوهم



حدث عابر دون معنى، وقد يكون روتينياً، ننتزعه من على شماعة أحداث حياتنا اليومية، يغزل الخيال من خيوطه عنصر المفاجأة الذي "لا بدّ" أن يقلب قصة حياتنا رأساً على عقب ويحبكه حتى نهايته بمنتهى البراعة ...فنرتديه... ونخوض الحروب مع طواحين أوهامنا وأشباح تخيلاتنا بين كرّ وفرّ...وأمل وألم ......نتعب ولكن الخيال لا يعرف الإستسلام ... فكرة تؤجج النار في داخلنا فيواجهها بفكرة تسكن روعنا... والعكس ثم العكس إلى ما لا نهاية... وكأنه يلعب لعبة الحرب مع نفسه ويستعرض بطولاته في رؤوسنا ... وفي خضم كل هذا الصخب والضجيج ... يبقى العقل مخدراً عاجزاً عن التفكير ...
ويتعرى هذا الحدث على حقيقته مع الأيام لنكتشف مدى سذاجتنا ... والخيال يوقف قرع طبوله وينسحب بخبث ومكر...نستدعيه فلا يستجيب لنا ... بعد أن قلب حياتنا رأساً على عقب ولكن بدل الغزل والحبك ...نقض كل ما كنا غزلناه من قبل... وأمام هذا المشهد يظهر القدر مستلقٍ على قفاه لشدة ما ضحك على دون كيخوت الذي يسكننا ...

أرجوحة القدر

تقف أمامه تراه معلقاً بين الموت والحياة وقد بات الأمر بين يدي رحمة الله...أنابيب تكبل جسده وأجهزة تصغي إلى أصواتها بصمت عميق...
وكل أحلامها غدت حلماً واحداً وهو ألّا تخفت هذه الأصوات...
كان كل ما بوسعها القيام به هو الإمساك بيده عله يشعر بها وكأن في يدها قوة سحرية أعظم من كل تلك الأجهزة ستحثه على التحمل والبقاء إلى جانبها ...
فتصدر عنه أنّة ودمعة تكادان تكونان كإسفين يغرز في أعماقها...
ويتصل الليل بالنهار وهو ما زال تارة يميل إلى الحياة وتارة يميل إلى الموت ...وحياة من حوله تتأرجح بين الأمل والألم...
هي قصة بدأت ولم تنتهِ بعد ...
وفي كل لحظة هناك الكثير من القصص المشابهة لها ...وقد يكون في دعائنا لهم بعض نسمات لطف في قضاء الله ...
وعلى المقلب الآخر هناك من أخذتهم سكرة الحياة ...ظنوا أنهم معصومون عن الموت وعن البلاء ...ونسوا حقيقة اننا كلنا معلقون بين الموت والحياة ولكننا لا نشعر بفداحة الأمر إلا عندما تميل كفة الموت او تقترب منا ...وهنا نسأل الله ألّا يجعلنا من الغافلين...
-------------
اَللّـهُمَّ اَدْخِلْ عَلى اَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ اَللّـهُمَّ اَغْنِ كُلَّ فَقير، اَللّـهُمَّ اَشْبِعْ كُلَّ جائِع، اَللّـهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيان، اَللّـهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدين، اَللّـهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوب، اَللّـهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَريب، اَللّـهُمَّ فُكَّ كُلَّ اَسير، اَللّـهُمَّ اَصْلِحْ كُلَّ فاسِد مِنْ اُمُورِ الْمُسْلِمينَ، اَللّـهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَريض، اللّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ، اَللّـهُمَّ غَيِّر سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ، اَللّـهُمَّ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَاَغْنِنا مِنَ الْفَقْرِ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ .

الحمد لله الذي جعل الليل لباساً ...

بعد نهار مثقل بالحياة الدنيا...
جن الليل ومسح بسكونه قمقماً يسكنها
فخرج منه ماردٌ حزين مبتسم
ولّى وجهه للسماء
أفرغ كل ما في جيوب روحها من ألوان
وأخذ يمعن في رسمها
وعند مشارف الفجر كانت صفحة بيضاء...

يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ...



ليت سبحة أعمارالبعض كتلك التي يحملونها بأيديهم ولا يتوانون عن العدّ الدقيق لمرات استغفارهم أو حمدهم أو تسبيحهم أو تكبيرهم .... ويظنّون كلّ الظن أن سيماههم في سبحاتهم!!!

هل إليك يابن أحمد سبيل فتلقى...


يمّمت وجهي شطر السماء علّي اصطلي بنور شمس غيبها السحاب...
وباصطبار اطارد الانتظار لاطوي مسافات زمن جائر يأبى ان ينتهي ويسيل كبحر ينضب ماؤه قطرة قطرة...
يا رحمة الله في العالمين ...طال الفراق سيدي ... والقابضون على الجمر باتت الأرض تحتهم جمراً... في زمن جمع كل طغاة العصور الغابرة من قابيل وفرعون وقارون وقوم ابراهيم ونوح وموسى وعيسى (ع) وثمود وعاد والجاهلية وغيرهم ممن طغى وتجبر...
وعدل البشر بات سيفاً يمعن القتل على مذبح الحق بمؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه... وما عاهدوا الرسول (ص) عليه وفاطمة وعليا والحسن والحسين والائمة (ع) من بعدهم...
 فمنهم من قضوا نحبهم تباعاً وتباعاً ليصلوا الايام والأزمنة بحبل وطيد لا ينقطع ابداً ولا ينفك يلتف حول رقاب الجائرين ....وهو آخر ما تبقى لديهم للوصول اليك سيدي...
 ومنهم من ينتظر ليطول الحبل ويطول فيتبع الركب الأثر ...ونحث الخطى إليك اكثر.  

عمى ألوان

 

أحياناً نتأخر كثيراً لنستوعب أننا نتعامل مع إنسان
قد يكون أقرب إلى الملاك ولكنه ليس بملاك
وقد يكون أقرب إلى الحيوان ولكنه ليس بحيوان
المهم ليس هناك لا أبيض ولا اسود
 وإنما هو اللون الرمادي الذي يتعذر علينا رؤيته وتمييزه
أو حتى الإقتناع به


ما سرّ هذا القلب البسيط المعقد؟؟... بخفقة متكررة دون كلل ولا ملل يشق الطريق إلى الحياة...
تعبنا وهو لمّا يتعب بعد من الخفقان ... تعبنا ومعظمنا لمّا يدرك بعد كيف ينبض ويعطي الحياة للحياة رغم كل ما يملك.

عاشق الورد..الوفيّ



أهداها وردةً وقال لها: أعذريني فإن ورد العالم لا يكفي للتعبير عن حبي لك ...ولكنني لن أقطف لك أية وردة بعد اليوم لأن من لا يحافظ على جمالها في أرضها...كيف له أن يحافظ على الوردة التي يمتلك؟؟
في اليوم التالي، وقف أمام وردةٍ، انتزع منها بتلة واحدة فقط وقدمها لها قائلاً: إحتفظي بها في حقيبتك كي يفوح عطرها فتذكريني...
وفي يوم آخر، تجرأ أيضاً وقطف لها بضع بتلات من الغاردينيا وقال لها: أنثريها في غرفتك كي تتذكريني...
وهكذا حتى عبق كل ما في غرفتها برائحة البتلات المجففة: الوسادة والكتب والحقائب وكل ما تقتني...
وجاء يومٌ بقيت الورود فيه عارية رغم أنها في أرضها ...وبقيت هي كتلك الورود بعد أن قطف أيامها بتلة بتلة وملّ من تلك الهواية فتركها بين روائح ذكريات ذابلة  وذهب ليزرع هذه المرة حديقة من الورود لإحداهن لتسقيها فيما بعد بدموعها...


أحياناً حتى لو قطفنا بتلة واحدة من الزهرة فستتساقط باقي البتلات دون أن ننتزعها وهكذا القلوب...
أحياناً بعض أشكال الوفاء المزيف أشدّ أذىً من أساليب الوفاء المزيفة المتعارف عليها ... فلماذا التفنن فيها طالما أنّ النتيجة واحدة؟ هل لإدخال التنوع والتشويق على تلك القصص والمغامرات كي لا تصبح مملة ومتشابهة؟؟
ولكن للأمانة فقد كان وفياً حين ترك الوردة في أرضها ولم يقطفها...فقد أعطاها فرصة لتزهر من جديد...إلّا أنّه كم موسم أعجف سيمرّ عليها؟؟

خطوة من سراب...




كل يوم يستيقظ ويسأل نفسه ذات السؤال:
اليوم الأول: ماذا تنتظر؟ الموت.
بعد فترة: ماذا تنتظر؟ لا شيء محدّد.
بعد فترة أخرى: ماذا تنتظر؟ أنتظر شيئاً لم أدرك كنهه بعد.
أخيراً: ماذا تنتظر؟ أنتظر الفرج أملاً بما يقال:ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت و كنت أظنها لا تفرج
هذه حال إنسان لا زال حيث هو ولكنه يحاول ان يتقدم خطوة من سراب فيتحول من التشاؤم إلى التفاؤل ليُشعر نفسه أنّ هناك شيئاً ما قد تغيّر...

وبالفعل قد يكون ذلك أفضل من الإنتقال من إنتظار الفرج إلى انتظار الموت...


وما زلت أنتظر


في بعض حالات الإنتظار، تكون نهاراتك بمثابة هوة سحيقة تسقط فيها كل يوم ... ترى فيها سراباً يزيد من ظمأ أحلامك ...وتشعر فيها ببرد الغربة عن كل ما يحيط بك ...لتكتشف أنّ أرض هذه الهوة لا مستقر لها ...وذلك حتى يحين اليوم المنتظر...

محاولة تفاؤل...


 إذا عزمتُ على التفاؤل والفرح ...هل من سبيل لأفرح وأتفاءل عن غيري؟؟!!
إذ يظهر لي وكأن هذه الحياة تصل بيننا وبين من اتخذوا حيزاً هاماً في قلوبنا بحبال سرية نغذي فيها بعضنا البعض بالحزن والفرح...
ولكن الطامة الكبرى عندما يكون الحزن سائداً ...
 فقد يستحيل لوجبة فرحي وتفاؤلي أن تكفي الجميع...!!!




تتهاوى اللحظات على اعتاب الأيام حزناً بعد ان لم يُكتب لها ان تكون هي تلك اللحظة المباركة الموعودة للفرج..



زيارة الأربعين...



هوذا العشرون من صفر يعود ولم تكتب لي الزيارة بعد...فخلعت عني البدن ...عسى ان يكون بالروح الملتقى.... وطفت بكربلاء طواف الوداع ... كان عبق الشهادة يفوح في كل مكان وكأن تراب زجاجة ام سلمة قد تناثرت ذراته في الأرض والسماء وبين طيات الزمان وفي روح كل انسان فيفيض فيها ألم الفاجعة في كل آن.  ووجدت أرض الطف عطشى ...فكيف لنهر العلقمي ان يرويها بعدما أُشربت من تلك الدماء الزكية ... وباتت ترتوي من أحزان قدسية لنفوس نذرت دمعها أبحراً لترسو عليه سفن النجاة عندما يحين موعد طوفان الحق...
في كربلاء، كانت الأرض غير الأرض والزمان غير الزمان...وكأنني في ركن من أركان كون فسيح وجدت روحي فيه معراجها إلى أسمى معاني إنسانيتها...إنسانية تُنتزع منها في زمن أيتمها وغَيبّ عنها حفيد الحسين (ع) ... فتتقلب بين الأمل والرجاء ...عسى أن تفوز بتلبية النداء ... نداء ردده الحسين في كربلاء ...وحمله قائم آل محمد (عج) معه إلى أزمانه ليكون بإجابته اللقاء ويُرفع عنا البلاء.


أحياناً تشعرأنك غير قادر على التنفس لكثرة الغبار الملوث الذي يثيره الآخرون حولك...غبار مسموم بالأكاذيب والرياء والإدعاءات ...

إنصهار مع الماضي



- " أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد"
كانت هذه آخر عبارة قالتها له قبل أن يفترقا ويذهب كلٌّ في طريقه.
كان "هو" لا يزال يسكن فيها، حاولت بشتّى الطرق أن تنساه، ولكنها كانت تذكره حتى وهي في أوج انشغالاتها.
كانت تبحث عنه بين المارة عسى أن يُشفق عليها القدر هذه المرة فيجمعها به ولو للحظة فهي لا تتطلب الكثير.
في المساء عندما تستعيد تفاصيل يومها المنصرم، تجدها تحدّث طيفه وتخبره عمّا فعلت، وكذلك عندما تفرح أو تحزن، أو عندما تحاكي نفسها بما يختلج في داخلها تتنبه إلى أنها تخاطبه "هو".
وأخيراً كي لا تستمر على هذه الحال، قررت أن تتواطأ مع الحزن وتنتصر على معاناتها.


بعد فترة، عمل "هو" بما تقتضيه سنّة الحياة ووجد حبيبة أخرى. إختارها متوافقة إلى حدّ ما مع لائحة المواصفات التي وضعها لزوجة المستقبل المناسبة، ومن بين هذه المواصفات كان هواها للشعر والأدب مثل(ها).
وحدث ذات يوم أن أعجبَ الحبيبة الجديدة كتاب قصائد، فاشترته وسارعت إلى حبيبها لتقرأه له.
- الحبيبة: العنوان: إمرأة تسكن الماضي.
- "هو": أيّ مغفلة تلك التي تفعل هكذا ... هاتي أسمعينا ما لديك لنرى!!! ...
قالها بابتسامة ساخرة وأخذ يصغي. ولكن ما إن قرأت القصيدة الأولى، حتى كان وقعها كالصاعقة عليه. شعر وكأنه يستيقظ من غيبوبة طويلة دخل فيها منذ لحظة الفراق تلك وأحالته إلى إنسان آخر لا يشعر بأي شيء ...نظر الى تلك التي تقرأ كانت غريبةً عنه وكأن مشاعره كانت مصابة بفقدان الذاكرة.
كان "هو" بطل تلك القصيدة وروحها، وكلماتـ"ـها" التي لا يتوه عنها هي أنفاس القصيدة وحياتها.
إنتزع من حبيبته الغريبة الكتاب وأخذ يتصفحه، فإذا هو عبارةٌ عن قصائد وخواطر ويوميات يعهد بعضاً منها وبعضٌ آخر يظهر أنه كُتب حديثاً وينمّ عن إنسانة تصخب بالحب.
- ولكن ما هذه الخيانة...كيف تُنشر هذه القصائد...إنها لي وحدي وهي قطعت عليّ وعداً بذلك...
كان على يقين أنه يعرف اسم الكاتبة. نظر إلى الغلاف فقط ليروي عطشه ببعض حروف شكّلت اسمها الذي كان يردده في الماضي مع كل خفقة قلب، ولكنه استحال فيما بعد إلى اسم لصندوق ذكريات صدِئ خبأه في أعماق أعماقه، وها هو يُفتح من جديد على وقع إسمها ليتحول الماضي الذي حبسه فيه الى هشيم نار يحرق كل كيانه. عاد وفتح الكتاب ثانيةً، ليقع نظره هذه المرة على الإهداء:


"إلى من لم أستطع أن أشفى منه يوماً 
إليكَ ذكرياتنا التي اتخذتها دثاراً لروحي وحياتي وآليت إلّا أن أغزلها بقلمي وأرتق بحروفي الفتوق التي  قد يجرؤ النسيان على إحداثها في ذاكرتي
إليك أيامي التي قضيتها معك أنت أيها الحاضر الغائب
إليك رسائلي التي واظبت على أن أكتبها لك كل مساء
رغم عجزي عن إرسالها لك 
حتى قررت أن أكتبها لكل الناس عسى أن يوصلها أحدهم إليك يوماً"



حنين واشتياق...

هي الذكريات حالها كحال الموتى ...تظل أطياف بعضها تحوم حولك دائماً وفي كل الأرجاء...
مع فارقين وحيدين يزيدان من هول المأساة: ضريحٌ يرقد في داخلك ولا أمل في قيامة يُسعِفك!!! ...


كان تواقاً ليتعلّم المشي...وبعد أن كان له ما أراد ... أخذ يتعثر بيوم تلو الآخر حتى أعياه الدهر!!! 

ثرثرة مع الحزن...



إستيقَظت وعزمت النية على ألّا تحزن بعد اليوم...
صنعت البسمة على وجهها كرياضة اولى لممارسة الفرح ...ثم قضت نهارها وهي تثرثر مع نفسها عما قرأته في كتب تطوير الذات وتعليم التفاؤل ... وتمكنت من جعل الوقت يمرّ بأقلّ خسائر نفسية ممكنة ...
حان وقت النوم ...
ولكنها أحست انّه رغماً عنها حان وقت استيقاظ الحزن الذي اتّخذ داخلها مرقداً له...
قال لها بسخرية: أين الفرح؟ أين التفاؤل؟
قالت بامتعاض: ما الذي أيقظك من جديد؟
أجابها: نمت قليلاً وتركتك تثرثرين مع نفسك وتثيرين ضجيجاً غريباً مصطنعاً ..وانتظرتُ حتى يحين الليل ويعرّي روحكِ من كل زيف حيث لا يعلو فوق ضجيج سكونه أي ضجيج.
حاولت الّا تأبه لكلامه وأغمضت عينيها...فأردف قائلاً بتطفّل: كوابيس تعيسة...
سألته: أما يكفيك سكناك الدائمة في داخلي؟ هل حكمت عليّ بعذابك الشاق؟
قال لها: ذلك أفضل لكِ ... قولي لي أين أنت من أحلامك العادية البسيطة؟
هنا تعثرت أنفاسها بغصة أحلام تنازع ...فسألته: هل سمعت؟
أجابها: لذلك لا أريد لكِ أحلاماً سعيدة كي لا تزدادي حسرة ... وإنما أتمنى لكِ كوابيس تعيسة كي تحمدي الله على ما أنت فيه من الواقع عندما تستيقظين..
في اليوم التالي، أيقظت الحزن معها وقالت له: أَحزنّي ...ولكن برفق...
فقال لها: أذكري الله ...وسيلبسني أجمل حللي حتى لو كان الفرح لا يزال بعيداً...

وغداً فصلٌ آخر :)


 جَلَسَت أمام النافذة في مكانها المعتاد تنتظر يوماً آخر ...
يومٌ آخر قد يكون أبعد من الصباح الذي تنتظر طلوعه ...
في الخارج، كل ما في الطبيعة أذعن واستسلم للعاصفة...
كان الليل مظلماً في داخلها وكذلك في الخارج...
تتذكر...تفكر...وتتخيل ... وأخيراً تدعو الله .. ثمّ تعيد الكرة مرات ومرات...
كان كلّ ما تعرفه أن اليوم وغداً سيكون الله موجوداً وسيبقى معها ينصت إلى دعائها ... بنظرها كانت تلك هي الحقيقة الثابتة الوحيدة في حياتها التي لن تتغير ولن تُخطَف منها يوماً...

مرّ بعض الوقت ... دوّى الإذن بهطول المطر ليغسل ويروي أرضاً أرهقها الجفاف وأمعن فيها الجدب...
فتذكرت أن هذا الغيث ما هو إلا أمانةٌ استودعتها الأرض في السماء حتى يحين وقتها فتنزل خيراً ورحمة بعد طول غياب حاملة معها فصلاً آخر وليس مجرّد يومٍ آخر.
-----------------------------------------------------------------------------------------------

يا رب ... إني أستودعك دعواتي...
وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداعي إذا دعاني 

أملٌ كاذب


يقولون حبل الكذب قصير ...
أقول: ما عدا حبال الأمل الكاذب التي تظل تطول وتطول لتلتف حول القلب حتى يقضي اختناقاً.

ربي ...أعدني إلى رحم أمي!!



في هذه اللحظات، وفي خضمّ غربة الحياة والروح، أشعر بحاجة ماسة للعودة إلى رحِم أمي لا لِأولد من جديد بل لآوي إليه...
رحمٌ ... أجمِل به من عالم تتجلى فيه الرحمة بكلّ معانيها... قد حباه الله بكل مقومات الحياة التي نسعى إلى تحصيلها بشقّ الأنفس بعدما نبصر النور...
عالمٌ محيطُه الله وأمي فقط ...
لا هذا ولا ذاك يؤرقني ويستهلك مشاعري وأيامي وحياتي ... لا هذا ولا ذاك يمعن إفساداً في عالمي ويغتال أحلامي ...
لا شيطانٌ يغويني أو نفسٌ تأمرني أو هوىً يغلبني... لا غضب ولا سخط إلهي مما كسبت يداي ... ولا ابتلاءات مما كسبت أيدي الناس...
أريد أن أعود لرحم أمي ... لأكون بكل كياني خاضعةً ومطيعةً لمشيئة الله ... يقلّبني من حال إلى حال كيف يشاء سبحانه ...كسائر ما خلق من جماد ونبات وأرض وسماء... 
في هذه اللحظات، تستحضرني الآية الكريمة: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}(1)...
نعم، أحياناً كثيرة أشعر فعلاً بوطأة هذه الأمانة الشديدة وأشفق منها ... ولكن أين المفرّ؟!!!
رحِمُ أمي جنةٌ صغيرةٌ أودعنا الله فيها حتى حين ثم أخرجنا إلى الأرض _ وشتان ما بين العالمين _ حيث لا زلنا نشهد بالفعل ما قاله الله عز وجلّ لآدم: {...وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ...}(2) و{ قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمّا يَأْتِيَنّكُم منّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ*وَالّذِينَ كَفَرواْ وَكَذّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُولَـَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(3).
----------------------------------------------------------------------

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَمْلأَ قَلْبِي حُبّاً لَكَ وَخَشْيَةً مِنْكَ وَتَصْدِيقاً بِكتابِكَ وَإِيماناً بِكَ وَفَرَقاً مِنْكَ وَشَوْقاً إِلَيْكَ ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ حَبِّبْ إِلَيَّ لِقأَكَ وَأَحْبِبْ لِقائِي وَاجْعَلْ لِي فِي لِقائِكَ الرَّاحَةَ والفَرَجَ وَالكَرامَةَ. اللّهُمَّ أَلْحِقْنِي بِصالِحِ مَنْ مَضى وَاجْعَلْنِي مِنْ صالِحِ مَنْ بَقِيَ. وَخُذْ بِي سَبِيلَ الصَّالِحِينَ وَأَعِنِّي عَلى نَفْسِي بِما تُعِينُ بِهِ الصَّالِحِينَ عَلى أّنْفُسِهِمْ وَاخْتِمْ عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ وَاجْعّلْ ثَوابِي مِنْهُ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَعِنِّي عَلى صالِحِ ما أَعْطَيْتَنِي وَثَبِّتْنِي يارَبِّ وَلاتَرُدَّنِي فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ يارَبَّ العَالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْمانا لا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقائِكَ، أَحْينِي ما أَحْيَيْتَنِي عَلَيْهِ وَتَوَفَّنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي عَلَيْهِ وَابْعّثْنِي إِذا بَعَثْتَنِي عَلَيْهِ وَابْرِيْ قَلْبِي مَنَ الرِّياءِ وَالشَّكِّ وَالسُّمْعَةِ فِي دِينِكَ حَتَّى يَكُونَ عَمَلِي خالِصا لَكَ. اللّهُمَّ أَعْطِنِي بَصِيرَةً فِي دِينِكَ وَفَهْماً فِي حُكْمِكَ وَفِقْهاً فِي عِلْمِكَ وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَوَرَعاً يَحْجُزُنِي عَنْ مَعاصِيكَ وَبَيِّضْ وَجْهِي بِنُورِكَ وَاجْعَلْ رَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ وَتَوفَّنِي فِي سَبِيلِكَ وَعلى مِلَّةِ رَسُولِكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالفَشَلِ وَالهَمِّ وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالغَفْلَةِ وَالقَسْوَةِ وَالمَسْكَنَةِ وَالفَقْرِ وَالفاقَةِ وَكُلِّ بَلِيَّةٍ وَالفَواحِشِ ماظَهَرَ مِنْها وَمابَطَنَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَقْنَعُ وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ وَقَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَدُعاءٍ لا يُسْمَعُ وَعَمَلٍ لا يُنْفَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ يارَبِّ عَلى نَفْسِي وَدِينِي وَمالِي وَعَلى جَمِيعِ مارَزَقْتَنِي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ. اللّهُمَّ إِنَّهُ لايُجِيرُنِي مِنْكَ أَحَدٌ وَلا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً فَلا تَجْعَلْ نَفْسِي فِي شَيْءِ مِنْ عَذابِكَ ولا تَرُدَّنِي بِهَلَكَةٍ وَلا تَرُدَّنِي بِعَذابٍ أَلِيمٍ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي وَأَعْلِ ذِكْرِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَحُطَّ وِزْرِي وَلاتَذْكُرْنِي بِخَطِيئَتي وَاجْعَلْ ثَوابَ مَجْلِسِي وَثَوابَ مَنْطِقِي وَثَوابَ دُعائِي رِضاكَ وَالجَنَّةَ وَأَعْطِنِي يارَبِّ جَمِيعَ ماسَألْتُكَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ إِنِّي إِلَيْكَ راغِبٌ يارَبَّ العالَمِينَ.(4)
 ----------------------------------------------------------------------
(1) - سورة الأحزاب - 72
(2) - سورة البقرة - 36
(3) - سورة البقرة - 38 - 39
(4) - من دعاء أبي حمزة الثمالي

إليك الأمانة أيها البحر



إعتاد أن يزور صديقه البحر وينصت إليه
وهي واظبت على كتابة الرسائل وإلقائها في البحر علّ هذا الأخير يحدثه عنها يوماً

لون مدادي...

سؤال لطالما كان يراودني... لماذا جعلت قلمي يعتاد على النزف دائماً ... حاولت جاهدة أن أجعله يعتاد على الغناء ... و لكن كثيراً ما كانت كلمات الفرح تختنق ... فتبعثر حروفها ليصبح الأمل ألماً...
حاولت كثيراً تغيير المداد الذي كنت أخط به ضجيجي ... فوجدت أن مداد الفرح الذي أرغمت نفسي كثيراً على الكتابة به ... نفسه قصير.... سرعان ما يجفّ و ينضب ... فلا يعينني على كتابة كلّ كلماتي ... جربّت مداد الأمل ... و لكنّه كان يعبق برائحة الالم ... ومداد الاحلام ... سرعان ما يبهت لونه أو يختفي كمن يكتب بالماء ... أما مداد الحب ... فقد باءت محاولاتي للكتابة به بالفشل ... لعلي لم أُجد استعماله أو قد كنت بحاجة أحياناً إلى من يمسك بيدي و يساعدني على رسم كلماته... او لعلّ مداد الحب في هذا الزمان بات فاسداً أو زائفاً ... و المداد الحقيقي هجر الحروف و الكلمات و اختار أن ينأى بنفسه إلى مكان قصيّ ... كي لا يتلوث من كثرة الاستهلاك ....فلم يبق لي سوى مداد الامل بالله و الدمع ... و اما الاول فكانت رائحته زكية و يخطّ كلمات تشعرني بالراحة و السكون كما أنّ ابجديتها مختلفة عن أبجدية أيّ مداد آخر و لكنها لا تخلو من الخوف و الوجل ... و اما الثاني _ مداد الدمع _ فالكتابة به منفرداً وجدتها مؤلمة إلى حدّ ما ... فما كان بي في نهاية المطاف إلا أن مزجت هذان الأخيران لأجدهما الأوفى لي إذ أنهما دائماً ما يكملان معي لأخط كل الكلمات و ربما حتى أضع النقطة الأخيرة على السطر الأخير ....

مؤامرة الحياة ...




تتآمر الحياة علينا ... لا بل تتآمر و الصدف علينا ...فتنفى صدفة جميلة طالما حلمنا بها ... و نصفع بصدفة مخيفة طردناها من أحلامنا ... تلهو بنا ... و تنبذنا إلى أقسى ما كنا نخشاه ... حياة نهرب منها بخيالنا ... و لكنها بأحداثها أعجب من الخيال ... عجبي منها !!!

ثورة الأحزان ....


رماني الزمان بحجارة بدل أن أرميه بها ... جمعتها... ركاماً ... ثم جداراً .... فسجناً أحكمت إقفاله على نفسي و على أحزاني ... تفاقمت هذه الأحزان حتى لم تعد تحتمل ... فثارت عليّ و على سجني ... تحولت غضباً حارقاً ... لم يأبه لشيء ... و رغماً عني حطّم القيود ... أحرق كل ما في السجن .. أوراق و ذكريات تكدست و تراكمت ... حتى أنا لم أكن بمنأى عنه... لم تترك ناره فيّ أي إحساس .. وطهرتني من مشاعر لطالما عانيت منها ... و بعد هذه المأساة ... جمعت شتاتي و ما تبقى مني ... و جراحي و آلامي ... و قدمتها قرباناً إلى الله ....

و كل يوم تقلب الصفحة ....

وحيدة ... أحزم حقائب يوم زارني ... دوّن في كتاب حياتي بعضاً من المشاعر و الاحداث... بعضاً من الحزن و الفرح ... و ربما بعضاً من الشتات ..
بعضها كُتِب بالرصاص ... بعضها بالحبر .... و بعضها كان كالنقش على الحجر....حانت لحظة الوداع ... الشمس ترحل ... تسحب معها بخجل  بقايا نهار مُنهَك ... و تترك لنا ذكرى منه ... قليلاً من الأمل.

يغادر النهار ... و تندس الظلمة و الوحشة رويداً رويداً ...و تتشح الدنيا بالسواد ربما حداداً على هذا اليوم ... و على وقع انغام سكون عذب، يأتي الليل ليتصفح كتابي ... و يتوه بين السطور ...سطور يزرع بين كلماتها زهرة ... سطور ينثر عليها دمعة ....سطور يرتّل لها ترتيلة مالك حزين ينزف ... سطور يغضب لها ........سطور يأسى و يتألم لانه مفارقها ... و اخرى يحملها معه أمانة ليوم جديد ....
و يقف بعدها على سطور فارغة ... فيسكن ... و يسألني عنها .... لتأتي الإجابة بأنها سطور فارغة تنتظر من يخطّها .... و على وقع صوت يكبّر.. مبشّراً بولادة نهار جديد ... يغلق ليلي الكتاب .... يختم بالصلاة لراحة نفسي .... و يمضي ...

حكاية عمر...


كان يا مكان....في أي زمان أو حتى أي مكان ... عُمر يمضي تائهاً بين دوامة الحياة ... و قساوة ايام الف العراك معها....يمضي حيناً بشغف .... يركض .....يتمهل.... يبحث .... يتأمل و يأمل .... يتوه ..... و حيناً آخر يتوقف .... يتفلّت من عقارب ساعة لم تملّ من الدوران .... يصغي إلى الصمت ..... يستأنس لصوته .... لصدقه .... حتى صخبه .... ينظر إلى الوراء .... يحول الماضي الى جثة يحنطها بالكلمات ..... و ينثر عليها بعضاً من شجونه و قليلاً من ضحكاته ..... يخرج من الماضي .... من زمن ولى و رحل .... يحكم على الحاضر بالضجر .....فيهجره باحثاً عن المستقبل .... يدفع له أجراَ مسبق .... بحفنة من طموح .... بعدها يقف أمام ستار ... يفتحه .... إنّه القدر .... يحاول إغلاق الستار ....و يبتعد أكثر الى الامام ....ناسيأ أن هناك قدراً ستمزّقه الايام ..... و هنا يتوقف عن الكلام....
هذه هي حروف و كلمات حياتي ... لملمها بعض من عمري ... و هو الآن ينثرها ... ليعود بعدها و يلملمها الى أجل أخشى أن يكون غير مسمّى....

هذيان



قالوا بأن الجنون تطرف …. و انا أقول بأن الجنون هو السكون بعينه… هو هدوء النفس الجميل … وأما سكوننا فهو سجننا
و أجمل الجنون عندي هو إيقاظ كلّ ما فيّ … من سكون …و تمرّد.. و ثورة و سعادة … و حزن و بؤس … و شقاء… كل ما يسكنني من مشاعر هادئة .. صاخبة … مخيفة … عمياء … أو مشاعر و أحاسيس لطالما هربت منها أو سجنتها … فأخرجها إلى الضوء… أواجهها … و بعض مني يتعارك معها و بعض مني يصفق لها … على أمل أن تنتهي المعركة لمعرفة حقيقتي و أي شخص فيّ أحب
وفي هذه الضوضاء … ما أجمل الرقص على وقع الآلام و الجراح التي لشدة وجعها لا نشعر بها أحياناً و لكنها قد تشعرنا باللذة … هي لدغات الماضي … مؤلمة نعم ….و لكنها منزوعة السم … فأغمد ريشة مخيلتي فيها … و أحاول أن أرسم من دمها أحلام إنسان لا يريد إلا أن يكون!!!
فما أجمل الجنون الذي يكون مخاضه السكون … و ما اقبح السكون الذي يسجن الجنون!!!

مجــرد أمنيــات ...



هي مجرد أمنيات تخطر في البال من حين لآخر و لكنها تبقى مجرد أمنيات ....




   ليت للقلب لسان و للّسان مشاعر...

ليت ابتساماتنا تسيل على وجوهنا ... فنشعر بحرارتها و عذوبتها كما نشعر بالدموع حين تسيل ...


لن أتمنى لو كان باستطاعة المشاعر الكلام ... بل سأتمنى لو كان للمشاعرموسيقى أو عطر أو مذاق!!! ...

ليتني أستطيع اختيار الزمن الذي أرغب العيش فيه ....

ليت الصبر يتكلم ... فيؤنسنا قليلاً في لحظات الإنتظار ...

ليت باستطاعتنا السفر مع الدعاء ... لنطرق معه أبواب الرحمة الرجاء ...


ليت عقارب الساعة تملّ و تضجر ويهجرنا الوقت...

ليت للأيام و الساعات يوم عطلة ... تتوقف فيه ... ونستعد لهذا اليوم كما سائر عطلنا الاسبوعية ... فإما نتوقف معه و حتفل فيه بحدث أو لحظة نأبى مفارقتها ... أو نسرع الخطى علنا نعوض ما فاتنا و نلحق بركب ما تبقى من العمر...

 أدري أنّ أمنياتي هي مجرد أمنيات ...... و لكنّها تبقى صلاتي لاستسقاء الأمل ...

إستراحــة مسافـر


دعــاء الحــزيــن
بسم الله الرحمن الرحيم
اناجيك يا موجوداً في كل مكان لعلك تسمع ندائي , فقد عظم جرمي وقلّ حيائي مولاي يا مولاي , ايّ الأاهوال اتذكر وايها انسى ولو لم يكن الا الموت لكفى , كيف وما بعد الموت اعظم وادهى....
مولاي يا مولاي حتى متى والى متى اقول لك العتبى مرة بعد اخرى ثم لا تجد عندي صدقا ولا وفاء..
فيا غوثاه ثم واغوثاه بك يا الله , من هوى قد غلبني ومن عدو قد استكلب علي , ومن دنيا قد تزينت لي , ومن نفس أمارة بالسوء الا ما رحم ربي ,
مولاي يا مولاي ان كنت رحمت مثلي فارحمني , وان كنت قبلت مثلي فاقبلني , يا قابل السحرة اقبلني يا من لم أزل اتعرف منه الحسنى يا من يغذيني بالنعم صباحا ومساءا...
ارحمني يوم اتيك فردا شاخصا اليك بصري مقلدا عملي وقد تبرأ جميع الخلق مني نعم , وأبي وأمي ومن كان له كدي وسعيي فإن لم ترحمني فمن يرحمني , ومن يؤنس في القبر وحشتي , ومن ينطق لساني إذا خلوت بعملي وسألتني عما انت اعلم به مني...
فإن قلت نعم , فأين المهرب من عدلك , وإن قلت لم افعل قلت ألم أكن الشاهد عليك , فعفوك عفوك يا مولاي قبل سرابيل القطران , عفوك عفوك يا مولاي قبل جهنم والنيران عفوك عفوك يا مولاي قبل ان تغلّ الأيدي الى الاعناق يا أرحم الراحمين وخير الغافرين .

كل الحياة لحظات ...


تجتاحني الكلمات احياناً ... فيندفع القلم ... ليخط فرح و مأساة الحياة .... ليخط اللحظات...
فكلّ الحياة لحظات...
في لحظة نولد و تشق انفاسنا الطريق للحظات آتيات...
في لحظة تتناوب الشمس و القمر رسم ايام راحلات...
في لحظة يتحول الحاضر الى ذكريات...
في لحظة تزهر الضحكات ... و في لحظة تأفل و تسيل العبرات ...
في لحظة تلتقي النظرات ... و يندس الحب الى القلوب فتنتشي خافقات محلقات ...
في لحظة تهاجر تلك المشاعر الجميلة في سماء الأسى و اللوعة مفارقات...
في لحظة تنسج الأحلام في المخيلات ... و في لحظة تتحول الى اطلال بائدات ...
في لحظة يصبح المستقبل احداثاً واقعات...
في لحظة تخطف الحياة...
كله في لحظات!!!
و نحن نبرع في رسم لوحات...
نقول بانها حلم للمستقبل او تخليد للذكريات..
و ننسى رسم خطوطها ... اللحظات...
فواعجبي كيف تقرؤ تلك اللوحات...
حياتنا لحظات ... و لكن جردناها من اللحظات!!!