إستيقَظت وعزمت النية على ألّا تحزن بعد اليوم...
صنعت البسمة على وجهها كرياضة اولى لممارسة الفرح ...ثم قضت نهارها وهي
تثرثر مع نفسها عما قرأته في كتب تطوير الذات وتعليم التفاؤل ... وتمكنت من جعل الوقت يمرّ بأقلّ خسائر نفسية ممكنة ...
حان وقت النوم ...
ولكنها أحست انّه رغماً عنها حان وقت استيقاظ الحزن الذي اتّخذ داخلها
مرقداً له...
قال لها بسخرية: أين الفرح؟ أين التفاؤل؟
قالت بامتعاض: ما الذي أيقظك من جديد؟
أجابها: نمت قليلاً وتركتك تثرثرين مع نفسك وتثيرين ضجيجاً غريباً
مصطنعاً ..وانتظرتُ حتى يحين الليل ويعرّي روحكِ من كل زيف حيث لا يعلو فوق ضجيج
سكونه أي ضجيج.
حاولت الّا تأبه لكلامه وأغمضت عينيها...فأردف قائلاً بتطفّل: كوابيس
تعيسة...
سألته: أما يكفيك سكناك الدائمة في داخلي؟ هل حكمت عليّ بعذابك الشاق؟
قال لها: ذلك أفضل لكِ ... قولي لي أين أنت من أحلامك العادية البسيطة؟
هنا تعثرت أنفاسها بغصة أحلام تنازع ...فسألته: هل سمعت؟
أجابها: لذلك لا أريد لكِ أحلاماً سعيدة كي لا تزدادي حسرة ... وإنما
أتمنى لكِ كوابيس تعيسة كي تحمدي الله على ما أنت فيه من الواقع عندما تستيقظين..
في اليوم التالي، أيقظت الحزن معها وقالت له: أَحزنّي ...ولكن برفق...
فقال لها: أذكري الله ...وسيلبسني أجمل حللي حتى لو كان الفرح لا يزال
بعيداً...