إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء وانكشف الغطاء وانقطع الرجاء ، وضاقت الأرض ومنعت السماء وأنت المستعان وإليك المشتكى وعليك المعول في الشدة والرخاء ، اللهم صل على محمد وآل محمد أولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم ، وعرفتنا بذلك منزلتهم ، ففرج عنا بحقهم فرجاً عاجلاً قريباً كلمح البصر أو هو أقرب.

ثرثرة مع الحزن...



إستيقَظت وعزمت النية على ألّا تحزن بعد اليوم...
صنعت البسمة على وجهها كرياضة اولى لممارسة الفرح ...ثم قضت نهارها وهي تثرثر مع نفسها عما قرأته في كتب تطوير الذات وتعليم التفاؤل ... وتمكنت من جعل الوقت يمرّ بأقلّ خسائر نفسية ممكنة ...
حان وقت النوم ...
ولكنها أحست انّه رغماً عنها حان وقت استيقاظ الحزن الذي اتّخذ داخلها مرقداً له...
قال لها بسخرية: أين الفرح؟ أين التفاؤل؟
قالت بامتعاض: ما الذي أيقظك من جديد؟
أجابها: نمت قليلاً وتركتك تثرثرين مع نفسك وتثيرين ضجيجاً غريباً مصطنعاً ..وانتظرتُ حتى يحين الليل ويعرّي روحكِ من كل زيف حيث لا يعلو فوق ضجيج سكونه أي ضجيج.
حاولت الّا تأبه لكلامه وأغمضت عينيها...فأردف قائلاً بتطفّل: كوابيس تعيسة...
سألته: أما يكفيك سكناك الدائمة في داخلي؟ هل حكمت عليّ بعذابك الشاق؟
قال لها: ذلك أفضل لكِ ... قولي لي أين أنت من أحلامك العادية البسيطة؟
هنا تعثرت أنفاسها بغصة أحلام تنازع ...فسألته: هل سمعت؟
أجابها: لذلك لا أريد لكِ أحلاماً سعيدة كي لا تزدادي حسرة ... وإنما أتمنى لكِ كوابيس تعيسة كي تحمدي الله على ما أنت فيه من الواقع عندما تستيقظين..
في اليوم التالي، أيقظت الحزن معها وقالت له: أَحزنّي ...ولكن برفق...
فقال لها: أذكري الله ...وسيلبسني أجمل حللي حتى لو كان الفرح لا يزال بعيداً...

وغداً فصلٌ آخر :)


 جَلَسَت أمام النافذة في مكانها المعتاد تنتظر يوماً آخر ...
يومٌ آخر قد يكون أبعد من الصباح الذي تنتظر طلوعه ...
في الخارج، كل ما في الطبيعة أذعن واستسلم للعاصفة...
كان الليل مظلماً في داخلها وكذلك في الخارج...
تتذكر...تفكر...وتتخيل ... وأخيراً تدعو الله .. ثمّ تعيد الكرة مرات ومرات...
كان كلّ ما تعرفه أن اليوم وغداً سيكون الله موجوداً وسيبقى معها ينصت إلى دعائها ... بنظرها كانت تلك هي الحقيقة الثابتة الوحيدة في حياتها التي لن تتغير ولن تُخطَف منها يوماً...

مرّ بعض الوقت ... دوّى الإذن بهطول المطر ليغسل ويروي أرضاً أرهقها الجفاف وأمعن فيها الجدب...
فتذكرت أن هذا الغيث ما هو إلا أمانةٌ استودعتها الأرض في السماء حتى يحين وقتها فتنزل خيراً ورحمة بعد طول غياب حاملة معها فصلاً آخر وليس مجرّد يومٍ آخر.
-----------------------------------------------------------------------------------------------

يا رب ... إني أستودعك دعواتي...
وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداعي إذا دعاني 

أملٌ كاذب


يقولون حبل الكذب قصير ...
أقول: ما عدا حبال الأمل الكاذب التي تظل تطول وتطول لتلتف حول القلب حتى يقضي اختناقاً.