إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء وانكشف الغطاء وانقطع الرجاء ، وضاقت الأرض ومنعت السماء وأنت المستعان وإليك المشتكى وعليك المعول في الشدة والرخاء ، اللهم صل على محمد وآل محمد أولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم ، وعرفتنا بذلك منزلتهم ، ففرج عنا بحقهم فرجاً عاجلاً قريباً كلمح البصر أو هو أقرب.



ما سرّ هذا القلب البسيط المعقد؟؟... بخفقة متكررة دون كلل ولا ملل يشق الطريق إلى الحياة...
تعبنا وهو لمّا يتعب بعد من الخفقان ... تعبنا ومعظمنا لمّا يدرك بعد كيف ينبض ويعطي الحياة للحياة رغم كل ما يملك.

عاشق الورد..الوفيّ



أهداها وردةً وقال لها: أعذريني فإن ورد العالم لا يكفي للتعبير عن حبي لك ...ولكنني لن أقطف لك أية وردة بعد اليوم لأن من لا يحافظ على جمالها في أرضها...كيف له أن يحافظ على الوردة التي يمتلك؟؟
في اليوم التالي، وقف أمام وردةٍ، انتزع منها بتلة واحدة فقط وقدمها لها قائلاً: إحتفظي بها في حقيبتك كي يفوح عطرها فتذكريني...
وفي يوم آخر، تجرأ أيضاً وقطف لها بضع بتلات من الغاردينيا وقال لها: أنثريها في غرفتك كي تتذكريني...
وهكذا حتى عبق كل ما في غرفتها برائحة البتلات المجففة: الوسادة والكتب والحقائب وكل ما تقتني...
وجاء يومٌ بقيت الورود فيه عارية رغم أنها في أرضها ...وبقيت هي كتلك الورود بعد أن قطف أيامها بتلة بتلة وملّ من تلك الهواية فتركها بين روائح ذكريات ذابلة  وذهب ليزرع هذه المرة حديقة من الورود لإحداهن لتسقيها فيما بعد بدموعها...


أحياناً حتى لو قطفنا بتلة واحدة من الزهرة فستتساقط باقي البتلات دون أن ننتزعها وهكذا القلوب...
أحياناً بعض أشكال الوفاء المزيف أشدّ أذىً من أساليب الوفاء المزيفة المتعارف عليها ... فلماذا التفنن فيها طالما أنّ النتيجة واحدة؟ هل لإدخال التنوع والتشويق على تلك القصص والمغامرات كي لا تصبح مملة ومتشابهة؟؟
ولكن للأمانة فقد كان وفياً حين ترك الوردة في أرضها ولم يقطفها...فقد أعطاها فرصة لتزهر من جديد...إلّا أنّه كم موسم أعجف سيمرّ عليها؟؟

خطوة من سراب...




كل يوم يستيقظ ويسأل نفسه ذات السؤال:
اليوم الأول: ماذا تنتظر؟ الموت.
بعد فترة: ماذا تنتظر؟ لا شيء محدّد.
بعد فترة أخرى: ماذا تنتظر؟ أنتظر شيئاً لم أدرك كنهه بعد.
أخيراً: ماذا تنتظر؟ أنتظر الفرج أملاً بما يقال:ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت و كنت أظنها لا تفرج
هذه حال إنسان لا زال حيث هو ولكنه يحاول ان يتقدم خطوة من سراب فيتحول من التشاؤم إلى التفاؤل ليُشعر نفسه أنّ هناك شيئاً ما قد تغيّر...

وبالفعل قد يكون ذلك أفضل من الإنتقال من إنتظار الفرج إلى انتظار الموت...


وما زلت أنتظر


في بعض حالات الإنتظار، تكون نهاراتك بمثابة هوة سحيقة تسقط فيها كل يوم ... ترى فيها سراباً يزيد من ظمأ أحلامك ...وتشعر فيها ببرد الغربة عن كل ما يحيط بك ...لتكتشف أنّ أرض هذه الهوة لا مستقر لها ...وذلك حتى يحين اليوم المنتظر...

محاولة تفاؤل...


 إذا عزمتُ على التفاؤل والفرح ...هل من سبيل لأفرح وأتفاءل عن غيري؟؟!!
إذ يظهر لي وكأن هذه الحياة تصل بيننا وبين من اتخذوا حيزاً هاماً في قلوبنا بحبال سرية نغذي فيها بعضنا البعض بالحزن والفرح...
ولكن الطامة الكبرى عندما يكون الحزن سائداً ...
 فقد يستحيل لوجبة فرحي وتفاؤلي أن تكفي الجميع...!!!




تتهاوى اللحظات على اعتاب الأيام حزناً بعد ان لم يُكتب لها ان تكون هي تلك اللحظة المباركة الموعودة للفرج..



زيارة الأربعين...



هوذا العشرون من صفر يعود ولم تكتب لي الزيارة بعد...فخلعت عني البدن ...عسى ان يكون بالروح الملتقى.... وطفت بكربلاء طواف الوداع ... كان عبق الشهادة يفوح في كل مكان وكأن تراب زجاجة ام سلمة قد تناثرت ذراته في الأرض والسماء وبين طيات الزمان وفي روح كل انسان فيفيض فيها ألم الفاجعة في كل آن.  ووجدت أرض الطف عطشى ...فكيف لنهر العلقمي ان يرويها بعدما أُشربت من تلك الدماء الزكية ... وباتت ترتوي من أحزان قدسية لنفوس نذرت دمعها أبحراً لترسو عليه سفن النجاة عندما يحين موعد طوفان الحق...
في كربلاء، كانت الأرض غير الأرض والزمان غير الزمان...وكأنني في ركن من أركان كون فسيح وجدت روحي فيه معراجها إلى أسمى معاني إنسانيتها...إنسانية تُنتزع منها في زمن أيتمها وغَيبّ عنها حفيد الحسين (ع) ... فتتقلب بين الأمل والرجاء ...عسى أن تفوز بتلبية النداء ... نداء ردده الحسين في كربلاء ...وحمله قائم آل محمد (عج) معه إلى أزمانه ليكون بإجابته اللقاء ويُرفع عنا البلاء.


أحياناً تشعرأنك غير قادر على التنفس لكثرة الغبار الملوث الذي يثيره الآخرون حولك...غبار مسموم بالأكاذيب والرياء والإدعاءات ...